الجمعة، 2 ديسمبر 2011

(أفكارولوجيا).. ..في انتظار خيبة الشعوب الكبرى!



كثيرون وأنا منهم يتوقون لرؤية أجيال جديدة من الحكام يتبوؤن السلطة في مختلف البلدان العربية.. كثيرون ينتظرون التمكين لعباد الله الصالحين ممن يصنفون أنفسهم في خانة الإسلاميين وتنظر إليهم المجتمعات من زاوية مختلفة.. بصفتهم المنقذين من الضلال ومن مشكلات الدنيا والآخرة.

ينبغي أن ندرك قبل الإفراط في التفاؤل بوصول عدد من الحركات الإسلامية إلى برلمانات الدول العربية وحيازتهم الأغلبية في كل من مصر، تونس، المغرب.. بأن عباد الله هؤلاء ليسوا ملائكة ولا يملكون عصى موسى لتحويل هذه البلدان إلى جنات النعيم بمجرد وصولهم إلى سدة الحكم ولا حتى بعد عقود من ذلك لاسيما وأنهم يعلنونها منذ البداية بأنهم لن يطبقوا شرع الله ولن يعلنوا الدولة الدينية المرجوة التي تحكم بما أنزل الله.. منهم من يحيد منذ البداية عن مبادئ الشرع ويسعى لمغازلة المعسكر الآخر ومن وراءه الغرب عن طريق التبرؤ من كثير من مبادئ وتعاليم الدين، ومنهم من يتقرب للعسكر زلفا طلبا للرضا والتمكين للوصول إلى بعض مغانم السلطة وبعض الامتيازات وهذا ديدن كل راغب في السلطة والتمكين، حيث تتدنى الفوارق بين هؤلاء وأولئك إلى درجة الانعدام مع الاختلاف في بعض المظاهر كاللباس واللحى وغيرها.

شهوة السلطة تتملك كل الناس وتتعدد السبل التي يعتمدها كل واحد لنيلها حيث يحتفظ من يسمون أنفسهم بالإسلاميين برصيد كاف من الحظوظ لأنهم يركبون موجة الغيبيات المتعلقة بإيمان الناس وحياتهم الدينية ولذلك يسهل عليهم الظفر بالأصوات والمقاعد في البرلمانات، لكن ألا تخشون الصدمة من وراء العجز والفشل المتوقع لهذه الحركات بعد أن تسلمت دواليب الحكم في عدد من البلدان؟

 فالمشكلات المجتمعية المتفاقمة لن تحل بمجرد الدعاء عليها والثروات الناضبة لن تتضاعف بفعل معجزة وقد أفل عصر المعجزات، والقادمون الجدد للسلطة خريجي المساجد والمعاهد الدينية يتقنون الخطب والبلاغة، لكنهم بالكاد يعرفون معنى تسيير بلدية أو مؤسسة أو دولة وهم لا يمتلكون الأدوات النظرية للقيادة سوى تلك المستمدة من السيرة النبوية.. هل سيفلح هؤلاء في القضاء على الفساد والكثيرون منهم ضالعون فيه؟

إننا نتكلم عن بشر يسعون للسلطة مثلهم مثل الآخرين وهم معرضون للخطأ أكثر من غيرهم  نظرا لحداثة تجربتهم وتقع عليهم مسؤولية عظمى لأن الشعوب التي انتخبتهم تنتظر منهم حلولا سحرية لمشكلات لا تنتهي وهذه المشكلات تستدعي عقودا من الزمن وقد لا تحل وهذا كاف لقلب الطاولة على أنبياء السلطة الجدد، بغض النظر عن النسق الدولي الذي سيسعى لإفشال الحكام الجدد وهذا ما قد يغذي الخيبة الكبرى المنتظرة من تولي الإسلاميين السلطة.  


التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية