الجمعة، 29 يوليو 2011

أنت تحسدني سيدي الرئيس

أنت الملهم الذي لا يخطئ.. أنت الرجل الضرورة.. أنت صاحب الزمان والمكان.. أنت السوبر إنسان.. لكن لماذا تحسدني أنا؟.. أنا القادم من أديم الأرض المتسخ.. المدفوع إلى الحياة بركلة "رونجرس".. أنا اللاشيء في ميزان القيم.. أنت تحسدني سيدي الرئيس لأنك سجين في جنتك أما أنا فحر طليق في جحيمي الذي هو جحيمك..

***
أنا أملك نفسي سيدي الرئيس.. هي رأس مالي، أما أنت فلا تملك نفسك لأنك ملك لغيرك، ما الفرق إذن بينك وبين العبيد والسبايا.. أنا أملك خلوتي وخصوصياتي أما أنت فلا خلوة لك ولا خصوصيات.. خطواتك محسوبة ومراقبة.. وراءك جيش من الحراس والكاميرات، أمامك خارطة طريق لا يمكنك أن تتخطاها .. اتجه يمينا.. ثم يسارا ثم توقف..

***
أنت مبرمج مثلك مثل الكمبيوتر.. دنياك مساحة جغرافية محدودة.. هل جربت متعة التجوال حرا طليقا في البراري وعلى الشواطئ.. هل جربت متعة الاختلاط بالناس في غدوهم ورواحهم .. هل جربت النزول إلى أسواق الفقراء والتسكع بين أزقتها، هل شممت رائحة العفن الزكية في الأزقة الضيقة المتخمة بالقاذورات.. أنت لم تفعل أي شيء من هذا.. أما أنا فبلى، ولذلك أنت تحسدني.

***
رفقا بعينيك سيدي وأرها جانبا آخر من الدنيا تكسوه ألوان العتمة ولا يعرف اللمعان إليه سبيلا،، رفقا بأنفك سيدي، ففي الدنيا روائح أخرى غير الورد والطيب والزعفران.. وفي أنفك خلق الله خلايا تتحسس الروائح الكريهة فلم أحلتها على البطالة والتقاعد المسبق،، رفقا بآذانك فهي في حاجة لسماع الكلام البذيء في شوارعنا، تتوق إلى صخب الأسواق وأبواق السيارات في الزحام، رفقا بملامسك فهي إلى الخشونة تهفوا.. رفقا بحواسك سيدي ولا تحسدني فحواسي أحيل بعضها على التقاعد بسبب معاقرتها للحقيقة.. أما أنت فكل ما يحيط بك مزيف، فاغتنم الحياة المديدة للتمتع بحقيقة الأشياء ولا تحسدني .. سيدي الرئيس.

التسميات: