الأحد، 24 أبريل 2011

طيش رصاصة


مدخل: عندما يستبد الطيش يستحيل العيش
النص: أخيرا تحررت من عقالها॥ كالسهم الناري انطلقت من فوهة البندقية॥ شقراء تسبح في الأجواء بسرعة الضوء॥ أطلقت صرخة مدوية معلنة بداية حريتها॥ كانت لحظة ميلاد متفردة॥ تحركت السبابة.. لامست الزناد.. حدثت شرارة.. سرت قشعريرة في جسديهما.. الزناد يحب السبابة، هكذا اعتقد الصياد عندما لاحظ أن شيئا ما يحدث تحت ماسورة البندقية.. هناك انجذاب غير طبيعي بين السبابة والزناد.. هكذا فهم الصياد.. مرة أخرى لامست السبابة الزناد.. توقف الزمن للحظة.. دهش الصياد.. هناك عصيان مدني تحت ماسورة البندقية.. حاول أن يسحب يده.. لكنها رفضت.. فجأة لاح في الأفق سرب من طيور النورس.. زم شفتيه.. جحظت عيناه ثم راحت تلاحق السرب.. تحت ماسورة البندقية كان الاشتباك في قمة عنفوانه.. قبلت السبابة الزناد.. عانقته.. ضمها إليه بعنف فتراجع إلى الوراء بضع مليمترات.. حدث انفجار.. بهت الصياد.. تفرقت النوارس وقذف الرعب ببعضها في خضم الموج المتلاطم.. كان البحر غاضبا ولا أحد علم بسبب غضبه، بعد الانفجار سمع الناس زغرودة قادمة من جهة الشاطئ.. اخترق صوتها هدوءا كان يلف عاشقين تحت السرو في الضاحية الجنوبية لمدينة الأوثان.. من فوهة البندقية ولدت رصاصة.. من علاقة غرامية محرمة بين السبابة والزناد.. رغم أنف الصياد.. ولدت لقيطة.. انطلقت من الفراغ بسرعة الضوء.. تبحث عن حضن يستقبلها.. عاهر فاجر.. شعرها أصفر يغري.. قوامها نحيف كالمها في الفيافي تتبختر.. في لمح البصر أبصرت جسدين تحت شجرة السرو.. استطلعت الأمر.. بدا الجسدان جسدا واحدا.. ثم صارا جسدين.. أكلتها الغيرة.. صارت تتأفف.. أقبلت على أحدهما اختارت موضع النبض فيه.. اخترقته.. تفجر شلال دم.. شعرت بزلزال يهز الجسد.. واصلت اختراقه.. نفذت منه.. أحست بقواها تخور.. عقدت العزم على مواصلة الطريق.. بكل حقد دفين.. اخترقت الجسد الآخر..تفجر شلال دم.. مكثت في موضع النبض برهة ثم انفجرت.. وقبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.. رددت كلمات.. قالت.. ما ذنب المسمار يا خشبة.. أحست بالندامة.. أدركت جسامة ما اقترفت.. ثم راحت تهوي في قعر ملتهبة على وقع أنات كانت أذناها تلتقطها من الفضاء الخارجي





التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية