الخميس، 28 أبريل 2011

من وحي المجزرة



تحيي الجزائر بعد أيام ذكرى مجازر الثامن ماي 1945 في أجواء يسيطر عليها نشيد التغيير في كل مكان ॥ تصوروا أن حيا راقيا بمدينة باتنة يسمى " المجزرة" .. وإذا تفننا في ترجمة كلمة " الباطوار" سنقول " المذبحة" طبعا هم يقصدون المكان الذي تذبح فيه الأنعام ولا عيب في هذا .. لكن عندما نسمع مسؤولا حزبيا يقول بأن قوائم حزبه تعرضت لمجزرة بشعة يمكننا أن نستنجد بقاموس اللغة العربية ونقول بأن الأصوات الانتخابية ستتعرض لمجزرة في كل موعد انتخابي.. الكلمة صارت مألوفة لدى الجزائريين فمثلا كم من مرة تطلع علينا الجرائد بمانشيتات تقول.. مجزرة في المكان الفلاني .. اغتيال كذا شخصا في سيدي فلان .. عناوين حمراء مثقلة بالدماء .. لكن تمر عليها مرور الكرام إلى صفحة الرياضة والكاريكاتور والحظ .. الضمير الجزائري الفردي والجمعي تكيف مع هكذا مصطلحات وصار كل شيء عادي .. إننا نحيا في زمن المجازر .. أتذكر ما كتبته جريدة وطنية بالبنط العريض " الحماية المدنية ترتكب مجزرة في ميلة" يبدو العنوان مثيرا للغاية لكن في التفاصيل تقول بأن عناصر الحماية المدنية قتلوا ما يفوق مليون دبور ( بوزنزل) .. أرأيتم لفظ المجزرة جلب اهتمام الناس وحقق مبيعات للصحيفة، فهي إذن ذات أهمية لذلك يقبل الناس على ارتكابها وتسمية أحياء راقبة باسمها .. أكثر من ذلك نحتفل بذكراها في الثامن من شهر ماي من كل سنة ।


التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية