شظايا الأعماق
شظية أولى:
أمسكوا به من أذنيه.. اقتادوه إلى مكان خال.. وضعوا السكين على رقبته وقالوا.. من ينقذك منا الآن..؟ اضطربت السكين.. جحظت عيناه.. انتفض لسانه.. لا.. لا.. لا تفعلوها.. لكنهم فعلوها.. ذبحوا الوطن يا ابن العم.
شظية ثانية:
كانا معا.. يجمعهما المكان ولا يفرقهما الزمان.. ولد وبنت، يحلمان بغد مشرق.. بعرس يحيلهما إلى جسد واحد في التحام أبدي لا انفصال بعده.. وكانت الأحلام عصافير تحلق في الأجواء.. أما على الأرض فتحدث الناس عن عاشقين صغيرين قضيا تحت زحمة الجراد الأصفر المنتفض.. وقالوا أيضا.. كان الحب يصنع سعادتهما.. واأسفاه.
شظية ثالثة:
حكت لي جدتي قصة قالت.. تحاورت الحياة والموت يوما وكان الحوار صراعا من أجل فرض الذات.. قال الموت أنا هازم اللذات، أنا من يسلب الحياة.. فردت الحياة.. وأنا من يصنع الوجود السعيد من دموع المنتحبين أنا من تقتات من أكفان الأموات.. وعندما زحف الجراد الأصفر غنت الحياة والموت أنشودة البقاء والفناء.. وسكت الوثن، بينما جادت عيناه بسيل من الدموع العذبة كعذوبة الملح الأجاج.
1999
التسميات: قصص قصيرة
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية