السبت، 30 أبريل 2011

العضال


عاد الموت مرة أخرى إلى يومياتنا.. لا أتحدث عن القدر المحتوم .. الوعد الحق .. إنما عن هذه السلعة الرائجة هذه الأيام في كل العالم العربي .. هذه الرقعة المحكوم عليها بالموت مع وقف التنفيذ.. الموت هو السيمفونية التي يعزفها القتلة.. لكن سواد الشعوب هم فقط من يموتون .. القابعون في أبراجهم العاجية لا تطالهم فوهات البنادق ولا حتى ضجيجها يقض مضاجعهم.. إنما يطالهم الموت بطريقته الخاصة عن طريق المكلف بمهمة لديه ..

المرض العضال الذي يقيم شيئا من العدالة في هذا المصير المحتوم.. إنه يترعرع في كنف الفخفخة في المأكل والملبس والمنكح هو عدو الطبقات المتحكمة في أنابيب البترول .. يمارس إرهابه على أجسادهم وعلى عقولهم كما يمارس الإرهاب إرهابه على بقايا أجساد الفقراء.. الإرهاب يقتل والصمت الرسمي يقتل والتصريحات غير المسؤولة تقتل أيضا .. كما يقتل الفقر والغيظ والجفاف .. العضال أيضا يقتل .. لكنه ينتقي ضحاه.. وإذا كان الشيح نحناح قال يوما بأن النظام لن يرحل لا بالإرهاب ولا بالانقلاب فإنه يقصد دون شك السبب الثالث ألا وهو العضال الذي أزاح عدة عوائق دون أن يتنفس العامة هواء نقيا .. هو الوحيد الذي يمكنه إقالة هؤلاء الذين لا يتحرك فيهم الضمير لتحمل مسؤولياتهم بإصلاح الأمور أو الاستقالة.. إنه يستحق الشكر والعرفان.

التسميات:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية